کد مطلب:239404 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:225

خوف الرشید من العلویین
و أما الرشید « الذی ثارت الفتن فی زمنه بین أهل السنة و الرافضة [1] .



[ صفحه 71]



فقد كان معنیا بالمسأله عن آل علی، و كل من كان ذا نباهة و شأن منهم، كما سیأتی .

و قضیته مع یحیی بن عبدالله بن الحسن، الذی كان قد خرج فی الدیلم، و حالته السیئة، و همومه فی أیام خروجه، أشهر من أن تحتاج الی بیان .. و كیف لا تأخذه الهموم، و تذهب به الوساوس، و قد اتبع یحیی « خلق كثیر، و جم غفیر، و قویت شوكته، و ارتحل الیه الناس من الكور و الأمصار ؛ فانزعج لذلك الرشید، و قلق من أمره » .. و كان الساعی بالصلح بینه و بین یحیی هو الفضل بن یحیی، و بسبب تمكنه من اخماد ثورة یحیی عظمت منزلته عند الرشید جدا، و فرح بذلك الصلح فرحا عظیما [2] و ان كان قد غدر بیحیی بعد ذلك، كما هو معروف و مشهور ..

كما انه عندما ذهب الی المدینة لم یعط الامام موسی بن جعفر علیه السلام، سوی مائتی دینار، رغم أنه كان یعطی من لا یقاسون به الآلاف منها، و كان اعتذاره عن ذلك لولده المأمون : أنه لو أعطاه اكثر من ذلك لم یأمن أن یخرج علیه من الغد مئة الف سیف من شیعته، و محبیه صلوات الله و سلامه علیه [3] .



[ صفحه 72]



ثم عاد و سبحنه بعد ذلك بحجة أنه كان یجبی الیه الخراج، ثم یدس الیه السم، و یتخلص منه، و ذلك هو مصیر اكثر الائمة علی ید الخلفاء قبله و بعده ..


[1] النجوم الزاهرة ج 2 ص 77.

[2] راجع في ذلك كله، البداية و النهاية ج 10 ص 167، و عمدة الطالب، طبع بيروت ص 124، و شرح ميمية أبي فراس ص 190.

[3] عيون أخبار الرضا ج 1 ص 92، و البحار ج 48 ص 132 ،131 .

و قد رأينا أن العباسيين ابتداء من المنصور، بل السفاح - مع الامام الصادق عليه السلام - كانوا دائما يتهددون الأئمة - الذين ما كانوا يجدون الفرصة لأي تحرك ، و من أي نوع ، كما سنوضحه - و يتهمونهم بأنهم كانوا يدبرون في الخفاء للخروج عليهم ؛ ليجدوا الوسيلة من ثم - للتضييق عليهم، و المبرر لسجنهم، و مصادرة أموالهم و .. و كان الأئمة ينفون ذلك، و يدحضون تلك التهم باستمرار .. لكنهم ما كانوا يقبلون منهم ذلك !!.